تكنولوجيا المعلومات

أهلاً وسهلاً بكم في منتديات تكنولوجيا المعلومات حيث انك ستجد متعة التقدم العلمي

مع تحيات//الإدارة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

تكنولوجيا المعلومات

أهلاً وسهلاً بكم في منتديات تكنولوجيا المعلومات حيث انك ستجد متعة التقدم العلمي

مع تحيات//الإدارة

تكنولوجيا المعلومات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
تكنولوجيا المعلومات

    فتنة خلق القرآن

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 30
    تاريخ التسجيل : 17/05/2011

    فتنة خلق القرآن Empty فتنة خلق القرآن

    مُساهمة  Admin الأربعاء مايو 18, 2011 4:41 pm


    فتنة خلق القرآن

    يقول سبحانه وتعالى: ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)).
    ويقول عز من قائل: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)).
    لما قرأ الفضيل بن عياض رحمه الله، هذه الآية بكى، وقال: اللهم لا تبلونا فتفضحنا، فنحن في ستر الله، نسأل الله أن لا يفضحنا، وأن لا يفتنا، وأن يجعلنا في عافية وستر حتى نلقاه.
    لكن للفتنة نتائج طيبة، يجعلها الله للصابرين، قال سبحانه وتعالى: ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)).
    فالمحنة والفتنة التي تعرض لها الإمام أحمد رواها أهل التاريخ جميعاً، وسمعت بها الدنيا شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، إلى قيام الساعة، هي: محنة خلق القرآن، أو الفتنة التي أورثها المأمون في الأمة والقول بخلق القرآن، واختصاراً لتعريف هذه المحنة، فهي:
    أن المأمون كان مشوباً برأي منطقي معتزلي.
    يقول ابن تيمية رحمه الله: إن الله لا يغفل عن المأمون لما أدخله من علم المنطق عند المسلمين.
    والمأمون الخليفة العباسي ابن هارون الرشيد ، قال: بأن القرآن مخلوق، وكذب على الله، فالقرآن كلام الله عز وجل، والله يتكلم بما شاء متى يشاء، لم يزل متكلماً سبحانه وتعالى، يقول عز من قائل: ((أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ))، فالأمر هنا القرآن.
    فقال هذا الخليفة: بأن القرآن مخلوق، واستخدم السيف ليثبت هذه القضية في الأمة، وقتل ما يقارب ألفاً من العلماء الكبار من علماء الأمة.
    من زملاء الإمام أحمد ، وملأ السجون بكافة العلماء، فبعضهم أجاب خوفاً من السيف، وبعضهم رفض وقال: لا أجيب فقتل في الحال، ومنع التدريس في المساجد، ومنعت الخطابة إلا للمعتزلة ، وانتشر الشر الكثير، فنصر الله الإسلام بالإمام أحمد بن حنبل ، الذي وقف وحده، وقال: لا والله، القرآن كلام الله. فطلبه الخليفة.
    قال الإمام أحمد : أخذت من بيتي وسط الليل، وأنا أصلي فوضع الحديد في يدي، وفي رجلي، حتى كان الحديد أثقل من جسمي، ووضعت على فرس، فكدت أسقط ثلاث مرات كل مرة أقول: اللهم احفظني، فكان يردني الله حتى أتساوى على الفرس (احفظ الله يحفظك)، وكان الجندي الذي معه يضرب الفرس لعل الإمام أحمد يسقط على وجهه.
    قال: فلما أدخلت السجن سحبت على وجهي، فنزلت فكنت أستغفر الله، قال: فلا أدري أين القبلة، ولا أدري أين أنا في ظلام، وفي وحشة لا يعلمها إلا الله، فكنت أقول: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
    قال: فمددت يدي، فإذا بماء بارد، فتوضأت منه، وقمت أصلي إلى الفجر، انظر إلى حفظ الله حتى في الساعات الحرجة، لا ينسى ربه تبارك وتعالى لأنه العون.
    فالزم يدك بحبل الله معتصماً فإنه الركن إن خانتك أركان قال: فلما أصبح الصباح حملت على الفرس ثانية، وما طعمت طعاماً، وكدت أسقط من الجوع، فأدخلت على المعتصم الخليفة الثاني، الخليفة العسكري، صاحب عمورية ، فلما دخلت عليه هز السيف في وجهي، وقال: يا أحمد ، والله، إني أحبك كابني هارون فلا تعرض من دمك لنا.
    فقال الإمام أحمد : ائتوني بكتاب الله، أو بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فدعي بالجلادين، ودعي بجبار من الجبابرة، وقال له: اضرب هذا الرجل، يعني: الإمام أحمد ، فجلده مائة وستين سوطاً، حتى غشي عليه ثم استفاق.
    فكان يقول: لا إله إلا الله، حسبي الله ونعم الوكيل؟
    لأنها أطول كلمات، ولأنها قوة هائلة، ولأنها قوة فتاكة ((حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)).
    يقول ابن عباس رضي الله عنهما: [قالها إبراهيم فنجاه الله من النار، وقالها محمد فنجاه الله من كيد الكفار صلى الله عليه وسلم] (1) .
    ورفض أن يجيب حتى تمزق ظهره من كثرة الجلد، فرفع على الفرس وأعيد.
    وبقي في السجن ثمانية وعشرين شهراً سرد الصيام في هذه الفترة، كما قال ابنه عبد الله فما أفطر يوماً واحداً.
    ثم في الأخير عرض على السيف، ورفض فلما أعجزهم، وأكلّهم وأملّهم أعادوه إلى بيته، فأنزلوه، وهو جريح.
    يقول ابنه عبد الله : دخل أبونا علينا في الليل بعد ما أطلق من السجن، قال: فأنزلناه من على الفرس فوقع من التعب، ومن الإعياء، ومن الضعف والهزال، والمرض على وجهه فبقي أياماً، ثم تولى الخلافة المتوكل ، فنصر السنة، وأتى بالمال والذهب إلى الإمام أحمد ، فبكى الإمام أحمد ، وقال: والله، إني أخاف من فتنة النعمة أكثر من فتنة المصيبة والمحنة، فرفض، وما أخذ شيئاً وبقي على هذا الحال.
    وكان يقول: يا ليتني ما عرفت الشهرة، يا ليتني في شعب من شعاب مكة ما عرفني الناس.
    فلما أراد الله أن يرفع ذكره قبضه إليه في يوم من أسعد الأيام مرض تسعة أيام، ومحص الله ما بقي عليه من خطايا ومن ذنوب ومن سيئات، لا يخلو عنها البشر في هذه التسعة الأيام، وفي اليوم الأخير سمع الخليفة أنه مريض، فأمر الناس بزيارته، فانقلبت بغداد العاصمة؛ عاصمة الدنيا، دار السلام، ظهراً وبطن متجهة في طوابير، وفي كتائب إلى بيت الإمام أحمد ؛ لتزوره في اليوم الأخير.
    فقال أبناؤه: والله، لقد أغلقت المتاجر حول بيوتنا، ولقد وقف الباعة من كثرة الناس، فرفض الإمام أحمد أن يدخل عليه إلا الصبيان، والمساكين، فأدخلوا الأطفال عليه، فأخذ يبكي ويقبلهم، ويمسح على رؤوسهم، ويدعو لهم، ثم أدخل عليه الفقراء، فأخذ ينظر إليهم، ويقول: اصبروا فإنها أيام قلائل، لباس دون لباس، وطعام دون طعام حتى نلقى الله.
    وفي سكرات الموت التفت إلى طرف بيته، وإلى طرف غرفته، وقال: لا بعد، لا بعد، لا بعد.
    فقالوا: ما لك؟
    قال: تصور لي الشيطان، ورأيته يعض على إصبعه.
    ويقول: فتني يا أحمد ، فتني يا أحمد ، يعني: هربت مني، فقد فتنت الناس إلا أنت، فيقول الإمام أحمد : لا بعد، يعني: انتظر فإني أخاف على نفسي، فقبضه الله عز وجل.
    وكانت آخر كلماته: اللهم اعف عن من ظلمني، اللهم اعف عن من شتمني، اللهم سامح من ضربني، اللهم سامح من سجنني، إلا صاحب بدعة يكيد بها دينك، فلا تسامحه، وقبضت روحه رضي الله عنه وأرضاه.

    كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر فليس لعين لم يفض ماؤها عذر

    فأمر المتوكل أن يشيعوا الجنازة، ففتحت الثكنات العسكرية لجيش الخليفة، وبقي الناس يتوضئون من الضحى إلى صلاة العصر، وحملت الجنازة، وارتفعت في الصباح من بيته، ووصلت إلى مصلاها قريباً من ضاحية بغداد في العصر من كثرة الزحام.
    شيعه كما يقول أهل العلم: مليون وثلاثمائة ألف، كما أثبتت ذلك التواريخ، وتوقف اليهود و النصارى من بيعهم ذاك اليوم، وهبت ريح على بغداد ، حتى قال بعض الجهلة: قامت القيامة، وخرج الجيش، وقوامه: تسعون ألفاً في مقدمة الناس، يرتبون الصفوف، وترددت بغداد بالبكاء من أولها لآخرها، ووصلت جنازته حتى قال بعض أهل التاريخ: كانت تذهب الجنازة على رؤوس الناس تحمل بالأصابع، وتعود إلى المؤخرة، وتذهب وتأتي، فلما وضعت ارتفع البكاء، وقام الناس يصلون عليها ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)) .
    دفن، لكن ما دفن علمه، ولا تواضعه، ولا زهده، ولا ذكره الحسن؛ فقد أبقى الله له ذكراً إلى قيام الساعة.
    قال ابن كثير : رآه أحد الصالحين، فقال: ما فعل الله بك؟
    قال: ناداني، فقال: يا أبا عبد الله ، الحق بـأبي عبد الله و أبي عبد الله و أبي عبد الله .
    قلت: من هم؟
    قال: بـالشافعي ، و سفيان الثوري ، والإمام مالك . ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)).
    * دروس من سيرة الإمام أحمد :
    الدرس الأول: من سيرته، رحمه الله، أن الرفعة من الواحد الأحد، وأن من يحفظ الله يحفظه.
    الدرس الثاني: أن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة وقد خلقها وما التفت إليها منذ خلقها.
    الدرس الثالث: أن العلم النافع: العلم الصحيح، العلم القويم، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    الدرس الرابع: أن من أراد الرفعة، ومن أراد المنزلة، ومن أراد المكانة عند الله، فعليه أن يتواضع، وعليه أن ينزل نفسه، وعليه أن يلغي اعتباراته ليرفعه الله.
    الدرس الخامس: أنك كلما سجدت لله سجدة، رفعك بها درجة، وهذا الإمام يصلي لله كل يوم ثلاثمائة ركعة؛ لأن كل سجدة بدرجة عند الواحد الأحد.
    الدرس السادس: أن في سير هؤلاء زكاة للقلب، وتربية للروح وهداية إلى الواحد الأحد، فطالعوا أخبارهم، وتلمحوا سيرهم، وكونوا متشبهين بهم، لعل الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 9:01 am